قصص أطفال، مكتوبة، قصة الأصدقاء الثلاثة، قصص قصيرة للأطفال ما قبل النوم.

قصة الأصدقاء الثلاثة، قصص أطفال مكتوبة، قصص قصيرة للأطفال، هادفة.

قصص اطفال مكتوبة- قصة الأصدقاء الثلاثة.
قصص أطفال مكتوبة- قصة الأصدقاء الثلاثة.


كان هنالك ثلاثة أصدقاء من الحيوانات، أحدهم القرد والآخر الكلب والثالث الخرتيت (وحيد القرن).

كانوا أصدقاء منذ الصغر ، يلعبون دائماً ويستمتعون ويمرحون ، يتشاركون كل شيء الفرح واللعب والطعام فكانوا يأكلون معاً. 

فالقرد يحب الموز، والكلب يحب العظم، و الخرتيت يحب الحشائش والأعشاب، يأكلون سوياً ، متحابون فيما بينهم ويساعد بعضهم البعض .

 إذا رأى القرد قطعة عظم في أرض الغابة أسرع بها إلى صديقه الكلب ليفرحه بها، وإذا مر الكلب بجانب شجرة الموز لم يضيع الفرصة يأتي بها ليقدمها هدية لصديقه.

 وإذا أصاب التعب الخرتيت جمع له صديقاه الحشيش من أرض الغابة وساعده لكي يأكل ما يريد بدون منى ولا أذى، كانوا يعرفون معنى الصداقة بينهم. 

في يوم تواعد الأصدقاء الثلاثة ليقضوا يومهم معاً كالعادة، وبعد أن أكلوا طعامهم بدأوا لعبهم الممتع، وبعد فترة من اللعب جلس الثلاثة يستريحون على العشب الأخضر ويستمتعون بالهواء العليل.

وبينما يتبادلون أطراف الحديث والود والحب بينهم ازداد.
ظهر الأسد من وراء الشجر يتربص بالأصدقاء الثلاثة، يريد أن يظفر بأحدهم فريسة يأكلها ليسد بها جوعه.

فجأة انتبه القرد للأسد فصاح القرد خائفاً: أنه الأسد! أنه الأسد!، فَشَلَ الرعب تفكيرهم، ثم قفز القرد إلى الشجرة سريعاً التي كانت بجانبه، أما الكلب فقد أسرع بالجري حتى ابتعد عن المكان.

حينها تذكر الصديقان بعد أن زال الخطر عنهما أن صديقهما الخرتيت لا يقوى على الحركة ، فحركته بطيئة للغاية، وأن حياته مهددة بالخطر.

بدأ القرد ينظر من فوق الشجرة إلى صديقه الخرتيت، وقد أحاط به الخطر من كل جانب، أما الكلب فبعد أن ابتعد عن الخطر وقف وقفة تذكُر والتفت إلى الخلف، فإذا به من بعيد يرى صديقه الخرتيت وقد وقف وحده وجها لوجه أمام الأسد.

هَم القرد بالقفز من الشجرة للدفاع عن صديقه ولكن قال لنفسه: ماذا عساي أن أفعل إن نزلت إلى ساحة المعركة أمام الأسد؟

 إن الأسد سوف يلتهمني بلا شك، ثم لن يكتفي بلحمي، وسوف يميل على الخرتيت فيقتله أيضاً، فالخرتيت مقتول لا محالة، إذن لا حاجة لدفاعِ عنه سوف نقتل سويةً.

بدأ الأسد بالاقتراب أكثر من الخرتيت ولعابه يسيل من فمه، وأخذ يدور حوله بينما أخذ الخرتيت وضع الاستعداد للقتال للدفاع قدر المستطاع عن نفسه.

فرح القرد أمام شجاعة الخرتيت، وتمنى أن يخاف الأسد أو يتراجع أمام استعداد الخرتيت للدفاع عن نفسه، وبدأ يشعر بالراحة لما يحصل.

ولكن الأسد لم يتراجع، ولمعت عيناه للفريسة أكثر وزاد زئيره منذراً باقتراب لحظة الهجوم وأكل الخرتيت.

تخيل القرد منظر الخرتيت ينزف والأسد ينهش لحمه، مما جعله يستعيد وعيه و ينتفض ويقطع غصناً من الشجرة التي كان يحتمي بها ويلقيها في اتجاه الأسد، ولكن الأسد

لم يلتفت إليه حتى، وظل يقترب من الخرتيت أكثر، حينئذ تسمر القرد في مكانه ، وشعر الخرتيت بخوف أكثر، وكان على وشك الانهيار.

 فنظر إلى أعلى للقرد والتقت عيناهما ببعض، أحس القرد أن هذه نظرة الوداع من صديقه الذي قضى أجمل اللحظات معه، وأنه لن يرى الخرتيت بعد ذلك إلا وهو أشلاء قد بقيت من الأسد.

قال القرد مخاطباً نفسه: وهل لي أن أرى صديقي وهو يقضى عليه ومن ثم يؤكل ولا يبقى من جسده إلا عظم متناثر ؟ وهل لي أن أعيش بدون الخرتيت؟
 لن يكون للحياة معنى بعد ذلك؟

 بدأ القرد يشعر أن أسنان الأسد التي سوف تغرس في جسد الخرتيت كأنها سوف تغرس في قلبه، شعر أن الأسد سوف يأكل قلبه.

في الوقت الذي سوف يأكل فيه الخرتيت، وهنا قرر القرد أن يقفز بسرعة ويدافع عن صديقه ويجابهه وليحدث ما يحدث.

 قفز القرد إلى الأرض وأخذ يشاغل الأسد بقفزة هنا وقفزة هناك، استفز نزول القرد الأسد فاتجه نحوه ليمسك به، وبعد قليل جاء الكلب أيضاً يجري يميناً ويساراً أمام الأسد.

 فانشغل الأسد بمطاردة القرد والكلب عن الهجوم على الخرتيت وأكله، هكذا سنحت فرصة الهروب للخرتيت، بينما صعد القرد مسرعاً فوق الشجرة مرة أخرى عندما رأى الخرتيت نجا.

 وانطلق الكلب بسرعة بين الأشجار، لم يستطع الأسد الإمساك بأي منهم فانصرف غاضباً جائعاً يبحث عن صيد آخر ليفترسه .

بينما التقى الأصدقاء الثلاثُ في مكانهم المعتاد ، وتعانقوا في موقف اختلطت فيه الضحكات بالدموع، قال الخرتيت لصديقيه: لقد عرضتم أنفسكم للخطر من أجلي، فقالا الصديقان في صوت واحد: وهل يعرف الصديق إلا في وقت والضيق.

وهكذا يا أعزائي الأطفال 
نتعلم من قصة الأصدقاء الثلاثة أن الصداقة الحقيقية تقتضي أحياناً بعض التضحيات للحفاظ عليها.

النهاية

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال